قصيــــد كيـــــف أنســـــى
سوف أنسى الأمـس و اليوم و قد أنسى غـداً
و سأنسى فترة فى العمـر قـد ضاعت سـدى
غيـر أنى سـوف لا أنسـى سـؤالاً واحـداً
حيـن قال القلب يوماً فى ارتبـاك : كيف أنسى
† †
كيـف أنسـى فتـرة الطيـش و آثـام الصبا
حيـن كان القلـب رخـواً كلمـا قـام كبــا
أسكـرته خمـرة الإثـم فـنـادى طـالـبـاً
كلمـا يشـرب كأسـاً يمـلأ الشيطـان كأسـاً
† †
كـم دعانى الرب يوماً فأشحـت الوجـه عنه
وأرانى قلبـه الحانـى أنـا الهـارب منــه
قـال كن صدراً لقلبـى غيـر أنى لـم أكنـه
كان قلبى فى صدرى مثل صخر ، كان أقسـى
† †
قال هل تحضر يا صاحب عرسى ، فاعتـذرت
فأعاد القـول فى رفـق و عطف ، فضجـرت
فتـولى بعـد أن قال انتظرنى ، ما انتظـرت
لم تكن فى القلب أشـواق لكى احضر عرسـاً
† †
كجحيـم ذلك المـاضـى ، كشيطـان مريـع
قائـم ضدى فى صحوى و أيضاً فى هجوعـى
كـم مضى الليل و قد بللت فراشـى بدموعـى
ايه يا ظلمة نفسـى ، هل ترى أبصر شمسـاً
† †
قـرأ الكاهـن حلاً فـوق رأسى ، فاسترحـت
قـال لى هيا اصطلح بالرب هيا ، فاصطلحـت
قلت انسى الأمس لكن صرخ العقـل فصحـت
حسن يا قلب أن انسى و لكـن ، كيف أنسـى
† †
كيـف أنسـى فتـرة الطيـش و آثـام الصبـا
كيـف أنسى الـرب مصلـوبـاً و قلبى صالبـا